فصل: الإعراب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

1- في قوله: {وأنّا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا} اختلاف صورة الكلام لاختلاف الأحوال فإن ما قبل أم صورة من الكلام تخالف صورة ما بعدها لأن الأولى فيها فعل الإرادة مبني للمجهول والثانية فيها فعل الإرادة مبني للمعلوم والحال الداعي لذلك نسبة الخير إليه سبحانه في الثانية ومنع نسبة الشر إليه في الأولى.
قال ابن المنير: ومن عقائدهم- أي الجن- إن الرشد والضلال جميعا مرادان للّه تعالى بقولهم: {وأنّا لا ندري} الآية ولقد أحسنوا الأدب في ذكر إرادة الشر محذوفة الفاعل والمراد بالمريد هو اللّه عز وجل وإبرازهم لاسمه عند إرادة الخير والرشد فجمعوا بين العقيدة الصحيحة والآداب المليحة.
وعبارة أبي حيان: ولما رأوا ما حدث من كثرة الرجم ومنع الاستراق قالوا: {وأنا لا ندري أشرّ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا}، فيؤمنون به فيرشدون وحين ذكروا {أشرّ} لم يسندوه إلى اللّه تعالى وحين ذكروا الرشد أسندوه إليه تعالى.
2- وفي قوله: {وأنّا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا} فن الإيضاح وقد تقدم القول فيه وأنه حلّ للإشكال الوارد في ظاهر الكلام وهو يكون في معاني البديع من الألفاظ وفي إعرابها ومعاني النفس دون الفنون وقد ذكرنا مفصلا في آل عمران فإن الظاهر جزم الاستغناء عن الفاء وجزم الفعل تفاديا من تقدير المبتدأ قبله ولكنه عدل عمّا هو الظاهر لفائدة وهي أنه إذا فعل ذلك فكأنه قيل فهو لا يخاف فكان دالّا على تحقيق أن المؤمن ناج لا محالة وأنه هو المختص بذلك دون غيره، ومن جهة ثانية فإن الجملة الاسمية أدلّ وآكد من الفعلية على تحقيق مضمون الجملة.

.[الجن: الآيات 20- 28]

{قُلْ إِنّما أدْعُوا ربِّي ولا أُشْرِكُ بِهِ أحدا (20) قُلْ إِنِّي لا أمْلِكُ لكُمْ ضرّا ولا رشدا (21) قُلْ إِنِّي لنْ يُجِيرنِي مِن اللّهِ أحدٌ ولنْ أجِد مِنْ دُونِهِ مُلْتحدا (22) إِلاّ بلاغا مِن اللّهِ ورِسالاتِهِ ومنْ يعْصِ اللّه ورسُولهُ فإِنّ لهُ نار جهنّم خالِدِين فِيها أبدا (23) حتّى إِذا رأوْا ما يُوعدُون فسيعْلمُون منْ أضْعفُ ناصِرا وأقلُّ عددا (24) قُلْ إِنْ أدْرِي أقرِيبٌ ما تُوعدُون أمْ يجْعلُ لهُ ربِّي أمدا (25) عالِمُ الْغيْبِ فلا يُظْهِرُ على غيْبِهِ أحدا (26) إِلاّ منِ ارْتضى مِنْ رسُولٍ فإِنّهُ يسْلُكُ مِنْ بيْنِ يديْهِ ومِنْ خلْفِهِ رصدا (27) لِيعْلم أنْ قدْ أبْلغُوا رِسالاتِ ربِّهِمْ وأحاط بِما لديْهِمْ وأحْصى كُلّ شيء عددا (28)}.

.اللغة:

{مُلْتحدا}: الملتحد: الملتجأ وقيل محيصا وقيل معدلا وعبارة القاموس: وألحد إليه مال كالتحد والملتحد المتلجأ. وفي المصباح: والملتحد بالفتح اسم الموضع وهو الملجأ.
{وأحْصى} أصل الإحصاء أن المحاسب إذا بلغ عقدا معينا من عقود الأعداد كالعشرة والمائة والألف وضع حصاة ليحفظ بها كمية ذلك العقد فينبي على ذلك حسابه.

.الإعراب:

{قُلْ إِنّما أدْعُوا ربِّي ولا أُشْرِكُ بِهِ أحدا} كلام مستأنف مسوق للرد على الكفّار المتظاهرين عليه القائلين له: إنك قد أقدمت على أمر عظيم لم يخطر على بال غيرك الإقدام عليه فارفق بنفسك واصدف عنه ونحن نجيرك.
و{قال} فعل ماض وفاعله مستتر يعود على النبي عليه السلام و{إنما} كافّة ومكفوفة و{أدعو ربي} فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به والواو حرف عطف و{لا} نافية و{أشرك} فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره أنا و{به} متعلقان بـ: {أشرك} وأحدا مفعول به وقرئ {قل} على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب.
{قُلْ إِنِّي لا أمْلِكُ لكُمْ ضرّا ولا رشدا} كلام مستأنف أيضا مسوق للرد عليهم ولبيان عجزه عن شئون نفسه وأن الأمر كله بيد اللّه، وإن واسمها وجملة {لا أملك} خبرها و{لكم متعلقان} بـ: {ضرّا} و{ضرّا} مفعول به {ولا رشدا} عطف على {ضرّا} وجملة {إني لا أملك} مقول القول.
{قُلْ إِنِّي لنْ يُجِيرنِي مِن اللّهِ أحدٌ ولنْ أجِد مِنْ دُونِهِ مُلْتحدا} إن واسمها وجملة {لن يجيرني} خبر و{من اللّه} متعلقان بـ: {يجيرني} و{أحد} فاعل {يجيرني} {ولن أجد} عطف على {لن يجيرني} و{من دونه} في موضع المفعول الثاني ليجدني و{ملتحدا} هو المفعول الأول.
{إِلّا بلاغا مِن اللّهِ ورِسالاتِهِ} {إلا} أداة استثناء، و{بلاغا} فيه أوجه:
1- أنه استثناء من مفعول أملك أي من مجموع الأمرين وهما ضرّا ورشدا بعد تأويلهما بشيئا كأنه قال لا أملك لكم شيئا إلا بلاغا فهو استثناء متصل، وعلى هذا ففي نصبه وجهان:
أولهما أنه بدل من ملتحدا لأن الكلام غير موجب وثانيهما النصب على الاستثناء.
2- أنه استثناء منقطع لأن البلاغ من اللّه لا يكون داخلا تحت قوله: {ولن أجد من دونه ملتحدا} ولأنه لا يكون من دون اللّه بل يكون من اللّه وبإعانته.
3- أنه استثناء من قوله: لا أملك لكم ضرّا، وقدّره الزمخشري فقال: أي لا أملك إلا بلاغا من اللّه وقل إني لن يجيرني جملة معترضة اعترض بها لتأكيد نفي الاستطاعة عن نفسه وبيان عجزه على معنى أن اللّه إن أراد به سوءا من مرض أو موت أو غيرهما لم يصحّ أن يجيره منه أحد أو يجد من دونه ملاذا يأوي إليه.
واستبعد أبو حيان هذا الوجه، وفيما يلي نص عبارته لنفاستها: إلا بلاغا قال الحسن هو استثناء منقطع أي لن يجيرني أحد لكن إن بلغت رحمتي بذلك، والإجارة للبلاغ مستعارة إذ هو سبب إجارة اللّه ورحمته وقيل على هذا المعنى هو استثناء متصل أي لن يجيرني أحد لكن لم أجد شيئا أميل إليه وأعتصم به إلا أن أبلغ وأطيع فيجيرني اللّه فيجوز نصبه على الاستثناء من {ملتحدا} وعلى البدل وهو الوجه لأن ما قبله نفي وعلى البدل خرجه الزجّاج وقال أبو عبد اللّه الرازي: هذا الاستثناء منقطع لأنه لم يقل ولم أجد ملتحدا بل قال: {من دونه} والبلاغ من اللّه لا يكون داخلا تحت قوله: {من دونه ملتحدا} لأنه لا يكون من دون اللّه بل يكون من اللّه وبإعانته وتوفيقه، وقال قتادة: التقدير لا أملك إلا بلاغا إليكم فأما الإيمان والكفر فلا أملك. انتهى.
وفيه بعد لطول الفصل بينهما وقيل إلا في تقدير الانفعال إن شرطية ولا نافية وحذف فعلها لدلالة المصدر عليه والتقدير إن لم أبلغ بلاغا من اللّه ورسالته وهذا كما تقول: إن لا قياما قعودا أي إن لم تقم قياما فاقعد قعودا وحذف هذا الفعل قد يكون لدلالته عليه بعده أو قبله كما حذف في قوله:
فطلقها فلست لها بكفء ** وإلا يعل مفرقك الحسام

والتقدير وإن لا تطلقها فحذف تطلقها لدلالة فطلقها عليه ومن لابتداء الغاية.
واقتصر أبو البقاء على الاستثناء المنقطع لأنه من غير الجنس. و{من اللّه} صفة لـ: {بلاغا} {ورسالاته} عطف على {بلاغا} وقد اختاره الزمخشري وقال: كأنه قيل: لا أملك لكم إلا التبليغ والرسالة والمعنى إلا أن أبلغ عند اللّه فأقول قال اللّه كذا ناسبا قوله إليه وأن أبلغ رسالاته التي أرسلني بها من غير زيادة ولا نقصان.
ورجح أبو حيان والسمين والكرخي أن يكون معطوفا على {اللّه} أي إلا عن اللّه وعن رسالاته وكلاهما سديد.
{ومنْ يعْصِ اللّه ورسُولهُ فإِنّ لهُ نار جهنّم خالِدِين فِيها أبدا} الواو استئنافية و{من} شرطية مبتدأ و{يعص} فعل الشرط وفاعله مستتر تقديره هو ولفظ الجلالة مفعول به {ورسوله} عطف عليه والفاء رابطة للجواب وإن حرف مشبه بالفعل و{له} خبرها المقدم و{نار جهنم} اسمها المؤخر و{خالدين} حال من الضمير في {له} والعامل في هذه الحال الاستقرار المحذوف وجمع {خالدين} حملا على معنى الجمع في من و{فيها} متعلق بـ: {خالدين} و{أبدا} ظرف زمان متعلق بـ: {خالدين} أيضا.
{حتّى إِذا رأوْا ما يُوعدُون فسيعْلمُون منْ أضْعفُ ناصِرا وأقلُّ عددا} {حتى} هنا حرف ابتداء أي يصلح أن يجيء بعدها جملة الابتداء والخبر ومع ذلك فيها معنى الغاية قال الزمخشري: فإن قلت بم تعلق {حتى} وجعل ما بعده غاية له؟ قلت: بقوله: {يكونون عليه لبدا} على أنهم يتظاهرون عليه بالعداوة ويستضعفون أنصاره ويستقلون عددهم حتى إذا رأوا ما يوعدون من يوم بدر وإظهار اللّه له عليهم أو من يوم القيامة فسيعلمون حينئذ أنهم أضعف ناصرا وأقل عددا ويجوز أن يتعلق بمحذوف دلّت عليه الحال من استضعاف الكفّار له واستقلالهم لعدده كأنه قال: لا يزالون على ما هم عليه حتى إذا رأوا ما يوعدون قال المشركون متى يكون هذا الموعود إنكارا له فقيل: قل إنه كائن لا ريب فيه فلا تنكروه فإن اللّه قد وعد ذلك وهو لا يخلف الميعاد وأما وقته فما أدرى متى يكون لأن اللّه لم يبيّنه لما رأى في إخفاء وقته من المصلحة.
{وإذا} ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه منصوب بجوابه وجملة {رأوا} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{رأوا} فعل ماض وفاعل و{ما} اسم موصول مفعول به وجملة {يوعدون} لا محل لها لأنها صلة الموصول والفاء رابطة للجواب والسين حرف استقبال ويعلمون فعل مضارع وفاعل والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم.
وهنا إشكال لم ينبّه عليه أحد ممّن تصدّوا لتفسير هذه الآية وإعرابها وهو أن السين حرف استقبال ووقت رؤية العذاب يحصل فور علم الضعيف من القوي والسين تقتضي أنه يتأخر عنه ولا مفر من هذا الإشكال إلا بجعل السين حرفا للتأكيد المجرد لا للاستقبال، هذا ويجوز تعليق {حتى إذا} بمحذوف دلّت عليه الحال من استضعاف الكفّار له واستقلالهم لعدده كأنه قال لا يزالون على ما هم عليه حتى إذا رأوا ما يوعدون قال المشركون متى يكون هذا الموعود إنكارا له فقيل لهم قيل أنه كائن لا ريب فيه فلا تنكروه فإن اللّه قد وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد وأما وقته فلا أدري متى يكون.
وعبارة الجلال: {حتى إذا رأوا} ابتدائية فيها معنى الغاية لمقدّر قبلها أي لا يزالون على كفرهم إلى أن يروا ما يوعدون من العذاب فسيعلمون عند حلوله بهم.
ومن يجوز أن تكون استفهامية فترفع بالابتداء و{أضعف} خبره والجملة في موضع نصب سادّة مسدّ مفعولي يعلمون لأنها معلقة للعلم قبلها ويجوز أن تكون موصولة في محل نصب مفعول به و{أضعف} خبر لمبتدأ محذوف أي هو أضعف والجملة صلة ويكون العلم على هذا الوجه بمعنى العرفان فلا تحتاج لمفعولين و{ناصرا} تمييز {وأقل عددا} عطف على {أضعف ناصرا}.
هذا وقد أورد أبو حيان اعتراضا على هذا الإعراب الذي أوردناه ننقله بنصّه قال في معرض ردّه على الزمخشري:
قوله بم تعلق إن عنى تعلّق حرف الجر فليس بصحيح لأنها حرف ابتداء فما بعدها ليس في موضع جر خلافا للزجّاج وابن درستويه فإنهما زعما أنها إذا كانت حرف ابتداء فالجملة الابتدائية بعدها في موضع جر وإن عنى بالتعليق اتصال ما بعدها بما قبلها وكون ما بعدها غاية لما قبلها فهو صحيح وأما تقديره أنها تتعلق بقوله: {يكونون عليه لبدا} فهو بعيد جدا لطول الفصل بينهما بالجمل الكثيرة، وقال التبريزي: حتى جاز أن تكون غاية لمحذوف ولم يبيّن ما المحذوف، وقيل: المعنى دعهم حتى إذا رأوا ما يوعدون من الساعة فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا أهم أم أهل الكتاب؟ والذي يظهر لي أنها غاية لما تضمنته الجملة التي قبلها من الحكم بكينونة النار لهم كأنه قيل: إن العاصي يحكم له بكينونة النار لهم والحكم بذلك هو وعيد حتى إذا رأوا ما حكم بكينونته لهم فسيعلمون فقوله: {فإن له نار جهنم} هو وعيد لهم بالنار و{من أضعف} مبتدأ وخبر في موضع نصب لما قبله وهو معلق عنه لأن من استفهام ويجوز أن تكون موصولة في موضع نصب بـ: {سيعلمون} و{أضعف} خبر مبتدأ محذوف والجملة صلة لـ: {من} وتقديره هو أضعف وحسن حذفه طول الصلة بالمعمول وهو {ناصرا}.
{قُلْ إِنْ أدْرِي أقرِيبٌ ما تُوعدُون أمْ يجْعلُ لهُ ربِّي أمدا} {قل} فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت و{إن} نافية و{أدري} فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر تقديره أنا والهمزة للاستفهام وقريب خبر مقدم و{ما توعدون} مبتدأ مؤخر، ويجوز أن يكون {قريب} مبتدأ لاعتماده على الاستفهام و{ما توعدون} فاعل به أي أقرب الذي توعدون نحو أقائم أبواك، و{ما} يجوز أن تكون موصولة فالعائد محذوف وجملة {توعدون} صلة وأن تكون مصدرية فلا عائد و{أم} متصلة و{يجعل} فعل مضارع مرفوع و{له} في موضع المفعول الثاني و{ربي} فاعل و{أمدا} مفعول {يجعل} الأول والجملة المعلقة بالاستفهام في محل نصب سدّت مسدّ مفعولي {أدري}.
{عالِمُ الْغيْبِ فلا يُظْهِرُ على غيْبِهِ أحدا} خبر لمبتدأ محذوف أي هو عالم ويجوز أن يعرب بدلا من {ربي} والفاء عاطفة لترتيب عدم الإظهار على تفرده بعلم الغيب على الإطلاق ولا نافية و{يظهر} فعل مضارع مرفوع و{على غيبه} متعلقان بـ: {يظهر} و{أحدا} مفعول به.
{إِلّا منِ ارْتضى مِنْ رسُولٍ فإِنّهُ يسْلُكُ مِنْ بيْنِ يديْهِ ومِنْ خلْفِهِ رصدا} {إلا} أداة حصر والاستثناء منقطع أي لكن من ارتضاه فإنه يظهره على ما يشاء من غيبه بالوحي، و{من} اسم موصول أو شرطية مبتدأ على كل حال وعلى الشرطية تكون جملة {فإنه} في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر المبتدأ ويجوز أن يكون الاستثناء متصلا أي إلا رسولا ارتضاه فتعرب {من} بدلا من {أحد} و{من بين يديه} متعلقان بـ: {يسلك} {ومن خلفه} عطف على {من بين يديه} و{رصدا} مفعول {يسلك} وجملة {يسلك} خبر إنه أي يسلك ملائكة {رصدا}.
(لِيعْلم أنْ قدْ أبْلغُوا رِسالاتِ ربِّهِمْ) اللام لام التعليل ويعلم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والجار والمجرور متعلقان بـ: {يسلك} غاية له من حيث أنه مترتب على الإبلاغ المترتب عليه، وعلّقه القرطبي بمحذوف وعبارته: وفيه حذف تتعلق به اللام أي أخبرناه بحفظنا الوحي ليعلم أن الرسل قبله قد أبلغوا الرسالة كما بلغ الرسالة، وأن محففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المحذوف و{قد} حرف تحقيق وجملة {أبلغوا رسالات ربهم} خبر أن.
{وأحاط بِما لديْهِمْ وأحْصى كُلّ شيء عددا} عطف على مقدّر أي فعلم ذلك و{أحاط} فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو يعود على اللّه تعالى و{بما} متعلقان بأحاط و{لديهم} ظرف متعلق بمحذوف هو الصلة {وأحصى} عطف على {أحاط} و{كل شيء} مفعول {أحصى} و{عددا} تمييز محول عن المفعول أي أحصى عدد كل شيء، وأعربه الزمخشري حالا وعبارته:
و{عددا} حال أي وضبط كل شيء معدودا محصورا أو مصدر في معنى إحصاء. وبدأ أبو البقاء بالمصدرية وأجاز التمييز، وعبارة أبي حيان:
{عددا} أي معدودا وانتصابه على الحالية من {كل شيء} وإن كان نكرة لاندراج المعرفة في العموم ويجوز أن ينتصب نصب المصدر لـ: {أحصى} لأنه في معنى إحصاء.